(عالم التدخين مابين الحاضر والماضي)
وقد كان أوّل من استنشق التبغ باستخدام قصبة أو أنبوب خشبي أو لفائف بدائية- السجائر البدائية- هم سكان الأمريكيتين الأصليين من الهنود الحمر، وذلك قبل خمسة ألف عام ق.م، حيث إن التدخين وقتها كان يعود في الأساس لأسبابٍ دينيةة متعلّقة بطرد العفاريت والأشباح والأرواح الشريرة، أو لإتمام بعض الطقوس الدينية عندهم، ثمّ بعد ذلك توسع هذا الاستخدام لتشمل الشعور بلذة الاسترخاء وهدوء الأعصاب ودعم قوة التركيز، وبعد أن اكتشف كريستوفر كولومبوس أمريكا، تمّ انتشار هذه العادة بين القادمين الجدد، والذين من خلالهم تمّ انتقال التبغ لأوروبا ومنها إلى باقي أقطار العالم. كان الناس يستخدمون لفائف بدائيةً بدأت تتطوّر شيئا فشيئا على يد تجّار التبغ لتتّخذ شكلها الحالي من التصنيع بما صار يسمّى السجائر- لفائف التبغ-، وظهرت العديد من المصانع المختلفة الصغيرة في بداية الأمر لتصنيعها، وباتت تكبر شيئاً فشيئا حتّى صارت صناعةً عملاقةً يعمل في خطوط إنتاجها آلافٌ مؤلفةُ من الموظفين، وانتشرت تبعاُ لذلك المزارع التي تصنع التبغ، وظهرت المصانع المتخصّصة بإنتاج الورق الخاص والفلاتر، واندمجت فيما بينها لتصنيع الشكل الحالي للسجائر، وانتشر التدخين ليشمل أكثر من مليار مدخّن عبر العالم.
وبتطور العلم والابحاث تم اكتشاف ان فكرة ان التدخين من السجائر العادية تحتوى على مواد سامة ومسرطنه وتقدر ب ٤٠٠٠ الالاف مادة ناتجة من عملية الاحتراق،
فهنا جائت الفكرة👌
لما لانصنع مواد اقل ضرار ؟؟؟
لما لانصنع طريقة لتوصيل النيكوتين للجسم بطريقة احدث !؟
جاء اختراع التبخير عن طريق تسخين سائل معين يحتوي على نيكوتين بجهاز معين،
حيث ان سائل التبخير او الڤيب بالمصطلح الدارج تحتوي على نيكوتين و بروبلين جلايكول و جلسرين نباتي فقط لا غير. وسوف اذكر لكم خصائص المكونات ،وهي كلأتي :
من حيث المكونات فأن اللروبلين جلايكول سائل مصنع كيميائيا من خصائصة انهو ييمتص الماء وايضا كمذيب لبعض المواد مثل المستخدم في اذابه المواد الأخرى المستخدمة في التبخير.ويستخدم في الاغذية والصناعات الصيدلانية حيث انها مصنف من منظمة هيئة الغذاء والدواء(FDA) كمادة امنه في الاغذية.
اما الجلسرين مادة سائلة لزجه حلوة المذاق الى حد ما ،لها العديد من الاستخدامات ،تستخدم في الصناعات الصيدلانية و تستخدم ايضا في المرطبات والطريف في الموضوع ان له خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات وهذا مثبت في (FDA).
تبقى لنا وحش التبخير وهو النيكوتين هو مادة اساسية طبيعية توجد بجسم الانسان، ويستطيع الانسان الحصول عليه من اوراق التبغ كالتدخين او التبخير وايضا من بعض الاطعمة كالطماطم والبطاطس وغيرها…ويوجد في بعض النباتات والتي تفرزه للحفاظ على نفسها من الحشرات.
ولكن عزيز القارىء ليس معناه ان التبخير اقل ضرار ان تنسى ان النيكوتين مادة عالية السمية، ويمكن حدوث الموت نتيجة التسمم الحاد خلال بضعة دقائق تبعاً للقصور التنفسي الناتج عن شلل العضلات التنفسية. تقدر الجرعة السمية له عند البالغين من 30 – 60 ملغ. يسبب التسمم الأقل حدة تنبه بدئي يتلوه تثبيط للجملة العصبية المركزية. تتضمن الأعراض الموضعية: حروق في الفم والحلق، غثيان، ألم بطني، قيء، اسهال، دوار، فرط المقوية يليه نقص المقوية، تخليط ذهني، صداع، اضطراب السمع والرؤية، وقف التنفس، ضعف، تعرق وإعياء، يمكن أن يحدث توقف قلب عابر أو ارتجاف أذيني . يمتص النيكوتين بسرعة عبر الجلد وبالاستنشاق وبالتناول.
ولمعرفة المزيد انتظروني في المقال القادمة.
بقلم د.محمد ابو الحارث
اخصائي العلوم الكيميائية والصيدلانية
